افتتح معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ألكسو )، عبر تقنية الفيديو، صباح يوم الخميس الموافق ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠ ندوة المعهد العلمية التي نظمت هذا العام تحت عنوان : الوطن العربي وتحديات المستقبل۔

وأشار معالي المدير العام في كلمته إلى أن ثمة قضايا ملحة تمثل تحديات كبرى أمام الوطن العربي من أبرزها ما يتعلق بمعوقات العمل العربي المشترك، والتي يأتي على رأسها تباين وجهات النظر في كثير من القضايا الإقليمية والدولية، مما يقتضي التعامل معها يكثير من الحكمة والاتزان والتركيز على نقاط الالتقاء والمصالح المشتركة ووحدة المصير، وكذلك تهديدات الهوية العربية على مختلف الأصعدة الثقافية والفكرية والاجتماعية والحضارية، حيث باتت اللغة العربية مثلا – وهي من أقوى الروابط بين أبناء الأمة العربية – مهددة في كثير من المنابر التي كانت تختص بها، وكذلك الهوية العربية التي تجتمع حولها شعوب هذا الوطن الكبير تتعرض هي الأخرى لضغوط متعددة محلية ودولية لإعادة تشكيلها، والتحدي الكبير الآخر الذي يتمثل في تطوير التعليم والارتقاء بمؤسساته حتى تحقق ميزات تنافسية بمعايير عالمية، وكذلك مواجهة الأمية ومحوها وهي التي مازال شبحها يطارد كثيرا من أبناء الشعوب العربية، والتحول الكامل إلى عصر المعلوماتية وآفاق مجتمع المعرفة، والتحديات الاقتصادية التي تواجهها جل الدول العربية، خاصة في ظل الظروف الجديدة التي فرضها انتشار فيروس كوفيد 19، والتي أدت إلى ارتفاع معدلات البطالة، وأثرت على قطاع كبير من العمال الذين يكسبون قوتهم بصورة يومية، هذا إلى جانب انخفاض أسعار النفط، وتزايد المديونية الخارجية والداخلية في بعض الدول، وصغر حجم التبادل التجاري بين الدول العربية، بالإضافة إلى تحديات الاندماج في الاقتصاد العالمي، وتأثير ما تعانيه كثير من الدول العربية في مواجهة التطرف والإرهاب التي تستنزف الكثير من الجهد والوقت والمال، مما كان يمكن أن يوجه إلى مجالات التنمية المختلفة حيث تتعانق كل هذه المشكلات مع المشكلات السياسية التي تواجهها الدول العربية في الوقت الحالي، بدءًا من القضية الفلسطينية، مرورا بالنزاعات على مصادر الماء وتحديات تحقيق الأمن المائي والأمن الغذائي، وصولا إلى تحقيق الاستقرار والأمن على المستوى الداخلي لكل الدول العربية، وعلى المستوى الإقليمي بما يحفظ للوطن العربي مكانته ودوره ويمكنه من إقامة علاقات دولية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة وتبادل المنافع في إطار من الندية والاحترام المتبادل۔

واختتم معالي المدير العام كلمته بتوجيه الشكر للحضور على مشاركتهم في هذه الندوة التي تناقش جوانب من التحديات التي يواجهها وطننا العربي الكبير مؤكدا على ضرورة قيام المؤسسات المسؤولة كافة في ظل المتغيرات التي يمر بها وطننا العربي بالوقوف وقفات متأنية لرصد الأوضاع وتحليل الأسباب واستشراف المستقبل حيث تعد هذه الندوة إحدى تلك الوقفات المهمة في هذا الاتجاه۔

جدير بالذكر أن الندوة استضافت السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية متحدثا شرفيا في الجلسة الأولى حول التحديات العالمية والإقليمية أمام دول الوطن العربي، وتناولت جلساتها، التي أدارها مدير المعهد الأستاذ الدكتور محمد مصطفى كمال، مجموعة من التحديات الإعلامية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الوطن العربي، واختتمت أعمالها بمحاضرة ختامية للسيد محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق حول تحديات وآفاق العمل العربي المشترك.